الثلاثاء، 13 مارس 2018

أشتاق لربيعك ياوطني /المبدعة فاديا حسون

ربيع ثالث... ولم تكتحل عيناي بتفتح الزهر في بلدي ..تاقت روحي إليك أيتها الزهور ...يكاد عبق عطرك ان يزكم أنف ذكرياتي الموجعة .. وتنتقل روحي عبر جناح الشوق ..إلى حواف الحقول ..وجوانب البيوت ..حيت تتسامق أشجار اللوز مزهوة بحلتها الجديدة .. بينما  لاتزال زهور التفاح تترنح خجلى .. كعروس جاؤوا لخطبتها للتو فتدخل والقهوة تتراقص فوق صفحات الفناجين خفرا وحياء .. تسترق النظر لعريسها وهي  تسبل جفنيها الساحرين .. بينما تربكها نظرات عريسها الجريئة الحالمة .. فتحمر الوجنتان كوردتين تلوحان بضرورة القطف ... يحزنني جدا ألا تصافح عيناي تلك البقاع التي تقطن في روحي المثقلة بألام الرحيل ... وتشتهي روحي مرافقة جارتي العارفة بأنواع الحشائش البرية التي تصلح للطبخ لنجمع ما لذ وطاب من خيرات أرضنا المعطاءة .. أشتاق لرؤية الخراف تمشي طربة مهللة بقدوم الربيع .. ودجاجات جيراننا التي تبيض حيث طاب لها لنفاجأ بعد فترة بمجموعة من البيض يرقص لها قلبنا بهجة كمن  اكتشف كنزا ثمينا ..حتى خوار البقر وزقزقة العصافير ومواء القطط والجلبة والصخب في طرقات الحقول ....كل ذلك أصبح رصيدنا المتبقي من ذكريات تكاد تنخر بطانة الروح .. وتمزق شغاف القلب ألما واحتضارا ... 
لكن الآن أضحى الربيع حزينا ... والطرقات مكتظة بالأعشاب التي تشتاق لأقدام تدوسها وتؤنس وحشتها ...( والخبيزة ) تشتكي الهرم .. والبيض متناثر في كل مكان لا أحد يجمعه ... والشجر المزهر مشتاق لمن يلتقط بجانبه صورا تذكارية تخلد اللحظة .. 
كم من الألم يحتوي قلبي شوقا إليك يا ربيع وطني الحبيب ... 
فادية حسون.. سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق