الأربعاء، 28 مارس 2018

يارجلا يدمن سيكارة /الشاعرة بدور عبد الله الغامدي

يارجلاً يدمن سيجارة.. 
.................................... 
يارجلا يدمن سيجاره.
يغمض عينيه.
يداعب قيثارة..
يصمت.
ينفث دخانه.
يقلب أوراق الماضي.
يشرد فكره..
يشرب فنجانه.
يتمدد على اريكته..
يضم يديه خلف رأسه. 
يسترجع أحزانه..
تغير كل شيء.
فلم يعد الزمان زمانه.
حروفه تحتضر.
بداخله.. 
تختنق..
نهض.. ترك مكانه..
أسرع إلى شرفته.. 
استنشق هواءً ملئ رئتيه. 
عاد إليه سكونه وأمانه. 
بالشرفه المقابله.. 
رأى امرأة.. 
ترتشف قهوتها.. 
تقرأ كتابها.. 
قرر أن يحادثها.. 
لوح إليها بيده.. 
ابتسمت.. 
لوحت بيدها.. 
عادت لكتابها.. 
اتخذ زاوية المتأمل.. 
اخرج سيجارة..
تكاثرت أفكاره.. 
هطلت حروفه.. 
اتعبت وجدانه.. 
نظر إلى المرأة أمامه.. 
رأى خادمتها تشير إليها 
بحركات غريبه وهي صامته.. 
فهم الآن.. 
لما لم ترد عليه سلامه..؟ 
واكتفت بتلويح وابتسامه.. 
فلم يعد في الأمر ملامه.. 
نفث بقوة دخانه.. 
وكأن براكين الكون بداخله.. 
تكاد تنفجر..! 
صامت لايهوى الكلام.. 
كسنبلة تتمايل عند الغروب .. 
شامخ كجبل.. لاتهزه الريح.. 
رقيق كنسمة عليله بارده.. 
هادئ كبحر عميق.. 
نقي كحمامة سلام جريحه.. 
أنهى سيجاره.. 
بدأ بكتابه نهاية كتابه.. 
... وجع الصامتون.....
انهى كتابه.. 
ولم تنتهي اوجاعه.. 
مرت أيام.. 
اخذ نسخة كتابه. 
وذهب للمرأة.. 
أهداها كتابه.. 
تفاجأ بأن وجد نسخة منه.. 
أمعقول انها مثلي.. 
تعاني بصمت..!! 
و تفاجأ أكثر عندما اهدته 
كتابها.. 
...من نحن.... 
عاد للبيت مسرعاً.. 
قرأ الكتاب.. 
لوهلة.. ظن أنه المقصود بحروف الكتاب.. 
اسرع إلى الشرفه.. 
لوح للمرأة وأبتسم.. 
وفي ذهنه الف سؤال عنها.. 
أشعل سيجارة.. 
نفث دخانه .. 
احترق وجدانه.. 
تبعثر كيانه.. 
ولازال صامتاً.. 
.......................................
بدور عبدالله الغامدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق