الاثنين، 9 أبريل 2018

مجاورة الموت الشاسع الكبير /منثورة للمبدع مهدي الماجد

مجاورةُ الموت ِ الشاسع ِ الكبير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاوريني ايها اليمامةُ بما جاشَ به صدرك ِ
صدرك ِ الواسعُ الكبيرْ
أعرفك ِ لا تبيتينَ على الهمِّ كي لا يُخسفَ قلبك ِ وتُكسفُ نفسك ِ
وما أنا بموقن ٍ من رجاحة ِ بالك ِ وانت تلقينَ لغةُ الحقول ِ جرداءَ من العافيةْ
فهبيني بعضُ الظنِّ الحسن ِ كي أحاورك ِ وأطنبُ في مناقشة ِ خوافيك ِ الهائمةْ
اولا : - الموتُ ليس بشعا ً جدا ً كي نقلقَ منه ونعلقُ على الابواب ِ نعالا ً مقلوبةْ
فهو كاشفُ كلَّ الحقائق ِ التي اغلقَ فهمها علينا وماحي كلَّ الاسرار ِ التي اضرمتْ بحياتنا نارَ الاشتهاءْ
ثانيا : - لا ضررَ ولا ضرارَ سيربتُ على أكتافنا ويأخذنا حتى قلبه الماسي بنعومة ِ الحرير ِ وترف ِ القطيفة ِ
لن يعودَ العالمُ مثلما فهمنا .. ترتدُ قناعاتنا .. وتنقلبُ أيماناتنا فالموتُ أكثرُ اشتراكية ً منا ومحققُ الأممية ِ العظمى والمساوي بين الطبقات ِ في فرن ِ عالم ٍ فريدْ
لن تكونَ لنا نفسُ النظرات ِ والخطرات ِ والأنفس ِ الحائرات ِ
أرأيتَ احدا ً ردَّ من الموت ِ فحدثنا أننا همجٌ حمقى تسّيرنا الرغباتُ وحبُ الشهوات ِ وإشتهاءُ كنز ِ المال ِ الذي هو سلوةُ المجانينْ
لستُ من المتطرفينْ
ولا أحبذُ نهاية ً دون أخرى
وانت يا صديقي خذ ِ الكأسَ وأكرعْ
لا جرمَ أنْ يكونَ عقلكَ في حوضكَ او في بطنكَ او في أشياءَ أخرى
فالعقلُ الفارغُ احيانا ً حاجبٌ عن العذابْ
وستلقى عن قريب ٍ من يقرعُ أذنيكَ بخشن ِ الكلام ِ او زيف ِ العواطف ِ
فيزينُ لكَ طريقة ً عن أخرى ويتوغلُ في محاسنها حتى لتخالها ملكُ يمينكَ وما ملكتَ منها الاّ أشياءَ تغرقُ في قهقهة ٍ فارغةْ
منذورٌ انتَ لسخافات ِ العصر ِ التكنولوجي تخلبكَ أضواؤها حتى لم تعد تلتفتُ لحظة ً تقعدُ فيها الى نفسكَ تحاورها في الم ٍ المَّ بها
وحينئذ ٍ تجيءُ وتحينُ ساعتكَ المشتركةُ مع متطلبات ِ عالم ٍ حق ِ
فتتكشفُ حقائقَ انصعُ
من شمس ٍ ننأرجحُ بكلِّ بهاها
في رابعة ِ نهار ٍ ما .
,
,
ــــــــــــــــــــ
مهدي الماجد
8/4/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق