الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

دمج الأطفال في المجتمع /محاضرة د.فوزي فهمي محمد غنيم

بسم الله الرحمن الرحيـــم
.......................
                      دمج الأطفال الأيتام فى المجتمع
    
     صرخة يتيم لك .. متعة الحياة ان تعمل عملاً لم يسبقك إليه احد ولم يتوقعه الآخرون .
     تسعى الدولة فى احتفالها بهذا اليوم إلى دمج الأطفال الأيتام فى المجتمع وتعزيز الثقة بأنفسهم والرفع من مستوى الوعى العام لدى أفراد المجتمع وإيصال رسالتها الإنسانية إلى الجميع .
     وإذن .. فلأن اليتيم : منقطع .. معزول .. كثير الهم .. لا يلتفت إليه أحد : فلا يكفى إطعامه سداً لجوعة البطن .. ولكن – لأنه فقد العائل الغيور – فهو أشد حاجة للإحساس بأنه موجود وله حضور فى هذا المجتمع الذى يعيش فيه : إنه فى حاجة إلى ( التكريم ) والاعتراف به كإنسان . 
    وهذا هو الذى حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو غلام . ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فى مكة ، ولم تكتحل عيناه برؤية أبيه ، الذى غادر الدنيا وهو لا يزال جنينا فى بطن أمه آمنة . وولد يتيما ، ولم يقل فى حياته أبدا : يا أبى ... ولكنه كان يوجه ناظريه الى السماء ، يتأمل فى هذا الكون الفسيح المترامى الأطراف  .
    ومن مظاهر تكريم اليتيم : حفظ ماله واستثمار ثروته حتى لا تأكلها النفقة : فقال تعالى ( وارزقوهم فيها ) وليس (منها) .
    والمعنى حاولوا أن تكونوا أمناء مع هؤلاء اليتامى : فإذا كانوا سفهاء غير راشدين فلا تمكنوهم من الأموال التى هى عصب الحياة .. واستثمروها أنتم لحسابهم .. وعلى هذا التصرف الحكيم قول معروف يجبر خاطرهم ويؤكد لهم أن ما يرونه من عدم إيتائهم أموالهم ليس تشفيا ولا انتقاما .. وإنما هو من أجل مصلحتهم وحفاظ على أموالهم .
    وكان من تكريم اليتامى دفعهم إلى الأسواق ليمارسوا بأنفسهم عمليات البيع والشراء تدريبا لهم على حسن التصرف فى أموالهم .. فإذا بدرت منهم بوادر على رشدهم سلمت إليهم أموالهم ولا داعى للانتظار حتى يكون تصرفهم راشدا مائة فى المائة ، ويكفى أن تبدو منهم بوارق تدل على حسن تصرفهم فى المستقبل القريب والمستقبل البعيد .
    والحفاظ على كرامة اليتيم وعزته .. التى كان الحفاظ عليها يساوى الدين كله ونقرأ فى ذلك قوله عز وجل :( أرءيت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ) فرد اليتيم والتجهم له يساوى التكذيب بالدين .. وليس وراء هذا التحذير وراء ، إذ المعنى أن قهر اليتيم ماسح كل ما فعلته من الطاعات مهما كان شأنها .. يضاف إلى ذلك أن هذا اليتيم إذا كان قريبا لك : من لحمك ودمك : فإن الإحسان إليه يكون أدخل فى الإنسانية .
    وأن يكون اليتيم فى بيتك .. فلا يكفى أن ترسل بالصدقة إلى اليتيم ليخلو لك الجو مع أهلك فى بيتك .. وإنما الأهم من ذلك : أن يكون واحد من أسرتك يظلكم جميعا سقف البيت وذلك بعض ما يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم : عن أبى أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من مسح رأس يتيم – لم يمسحه إلا لله – كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات .. ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم ( عنده ) كنت أنا وهو فى الجنة كهاتين .. ) وهى دعوة إلى الاقتراب من اليتيم اقترابا يشعر هو به .. على أن يتم ذلك فى بيتك وهو المعنى المفهوم من قوله صلى الله عليه وسلم ( عنده ) .
    التحذير من ظلم اليتيم .. والمطلوب هو : الأخذ بالمعروف .. وبلا طمع فى مال اليتيم .
    وإلا عرض نفسه لخطر عظيم .. لأن من الأمور المهلكات الموبقات : ( أكل مال اليتيم ) .

             (  فاليتيم : إنسان بلا أب ... وجوهـر بلا نظــــــير ) .

الأديب / الشاعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
د/ فـوزى فهمـى محمــد غنيــــــــــــــم
Fawzyfahmymohamed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق