الأحد، 4 فبراير 2018

ذكريات طفلة /الشاعرة ريم نبيل زحالقة

ذكريات طفله

أذكر تلك الكف الممتلئة
غمرت أناملي الصغيرة
وأعتصرت أطرافها الورديه
أذكر انني تحسست داخلها
اتلمس خلجانها العميقه
أبحث بباطنها عن قصص
كانت تحاك في بيت جدي
وجدتي عفيفه
أردت انتزاع نعومة الورد
من بين أحجارها الكريمه
لكن خطاه سريعه
وأنا لن أجرأ ان أكون بطيئه
حتى يعترض حماسه
بعض الوجوه الغريبه
في تلك اللحظة
كنت أتمنى أن أتلاشى
أو أختبىء تحت طقية خفيه
يغمرني الخجل من حب
يتباهى به 
كلما سألوه عن الصغيره
وتلك العيون الغزلانيه
يقول هذه طفلتي الجميله
ويضحك ملء الاسارير
يرمقني بنظرة 
عاشق لمعشوقته الفريده
فيختمر الورد على وجنتي
حتى أتصبب خجلا
يقطر من بين ضفائري الطويله
وما زال الطريق بعيدا
وكف يده يعتصر الدم
من أناملي الصغيره
أفكر 
هل هو خوف علي؟
أو حب لصغيرة شقيه؟
كل ما أتذكره ذلك الوادي
بين باطن كفه
وتلة ابهامه العظيمه
وجل همي في سؤال
هل تؤلمه؟
أم هي مجرد طبيعة يده الابيه
خشنة من حمل الأعلام
وسط الهتاف بالوطنيه
صلبة كالأرض
التي يبني عليها بيوتا
عامرة بالحريه
ما زلت اشعر بالحماس
وتعتريني قشعريره
كلما علا صوته بعنفوان
رجل يؤمن بأننا اهل الأرض
وجذوره الفلسطينيه
يليق به الأحمر والابيض رداءً
والأسود والأخضر عباءة
يخيط باطرافها قصيده
شامخة كوطني
تزلزل الأرض 
بحروفها النقيه
وما زالت الطريق طويله
وكف يده تحتضن اناملي
تعبت من القول الاصم ..توقف
خارت رجلاي 
وانا أمثل غزالة بسهول بريه
تتراكض بين بساتين الزنبق
كأنها جنيه

مازالت يدك خالي
ملتصقة بكف يدي
التى ما عادت صغيره
لكنها ترافقها بكل طريق
موقنة ان وراء اعتصارها
قلب أب محب حنون بعفويه

ريم نبيل
27.1.18

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق