مجلسُ أُنس
**********
هيَّا لبدءِ مَعازفٍ ........... فالعُمرُ مُجْمَلهُ ثواني
{ وستنطقِ العودَ الفصيحَ ......... عن المثالثِ والمثانِي }
وأنقرْ بدُفِّكَ نقرةً .......... يطربْ لها قدُّ الغوَاني
وكأنَّ مَعشرَ جِنَّةٍ .......... لعِبوُا بهنَّ على رِهَانِ
ينهضنَ يرقصُنَّ الايقاعَ بلينِ عِطْفِ الخَيزُرَانِ
من تلكَ تُدعَى ها هُنا ........... رَوْحُ النُّهَى وهوَى الرَّزانِ ؟
يترُكنَّ لبَّ مُناظِرٍ ........... للوَصْلِ مُختلطَ الجَنانِ
خُلخَالُ من تُهدِى الهوَى ............ أغنَى اللسانَ عن البيانِ
وُسْوَاسُهُ ذو رَنَّةٍ ........... نِعمَ الحديثُ بتُرجُمَانِ
بيني وبين صَبابتي ........... وشْكَ الحريقِ لِمَا دَهاني
كَمُلتْ فأرضَتْ مَطمَعِى .......... وتملَّكتْ عرشَ العَيانِ
فالغِىُّ من دُنيا النِسَا ............. والحُسْنُ من حُورِ الجِنانِ
أمَّا اليَرَاعُ إذا انبَرَى ............ فالشجَّوُ قِطرٌ من جُمَانِ
يَهمِي على الذكرى فتصحُو لي كأحلامٍ ترانى
حُلمٌ تلمَّسَ مُهجَتِى ........... وأتى على جُرحِ الزمانِ
حَسْبُ اليَرَاعَ أهمَّنِى ........ نفسِي وطِفلي يبكياني
وكذا الخيالُ يطوفُ بي ........ وكذا تُقلِبُنِى المَعَانِى
وكذا أجالسُ وَحْدتِي .......... والأُنسُ مُجتمِعٌ مكاني
فأكادُ أغلِقُ غرفتي ......... أُذُنا الخليقةِ تسمعانى
××××××××××××××××××××××××××××
البيت الثانى في القصيدة السابقة لابن الرومى
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق